نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ٢٧
عن أحمد أن رجلا سأله أصلي خلف من يشرب الخمر فقال لا فقال أصلي خلف من يقول إن القرآن مخلوق فقال سبحان الله أنهاك عن مؤمن وتسألني عن كافر انتهى والعلم أن هذه المسألة قد انتشر فيها الكلام جدا وهي مما وجه بها تسمية هذا العلم بالكلام لأنها أشهر مباحثها وأكثرها جدالا حتى أن بعض أهل الحق قتل لما لم يقل بخلق القرآن والمحنة بذلك وقعت في زمن الخلفاء العباسيين وأول من أظهر القول بخلق القرآن المأمون بن السيد هارون الرشيد في سنة 214 بعد وفاة الإمام الشافعي رحمه الله بنحو تسع سنين فأجاب كرها أكثر من دعاه إلى ذلك وامتنع الخائفون من عذاب الله تعالى فحبس وأهين منهم أبو مسهر الغساني إلى أن مات في أيام المعتصم ثم لما ولي أخوه المعتصم أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد شدد المحنة وضرب الإمام ثم لما ولي ابنه هارون بالغ في المحنة بإشارة ابن داود وقتل نصر بن أحمد الخزاعي بسبب ذلك وفي تلك السنة مات أبو يعقوب يوسف البويطي في السجن كما أعلمه بذلك الإمام رحمه الله عند موته بأنه يموت في قيوده ويقال إن الواثق تاب عن ذلك في آخر عمره ثم لما ولى المتوكل جعفر بن المعتصم كشف المحنة وقمع البدعة وأكرم الإمام أحمد كما في شرح ابن الفرس النجاري تتمة اللفظ الدال على الكلام النفسي إن كان عربيا فالقرآن الكريم الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وإن كان عبرانيا فالتوراة الذي أنزل على موسى عليه السلام وإن كان قبطيا فالزبور الذي أنزل على داود عليه السلام وإن كان سريانيا فالإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام فالاختلاف في العبارات الحادثة لا في كلامه تعالى الإعراب ما نافية بمعنى ليس القرآن اسمها ومخلوقا خبرها ويصح رفعه على عدم أعمالها وكلام الرب فاعل تعالى وعن جنس المقال متعلق بتعالى (وحاصل معنى البيت) إنه يجب على المكلف أن يعتقد أن القرآن الذي هو كلام الله تعالى قديم منزه عن الحدوث وعن جنس قول البشر وعن الحروف والأصوات وأن القائل بخلقه وحدوثه فهو كافر فإن المقروء بألسنتنا المكتوب في مصاحفنا حادث دال على كلامه القديم قال الناظم رحمه الله 12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال يعني أنه يجوز أن يقال إن الله تبارك وتعالى فوق العرش لقوله تعالى الرحمن على العرش استوى لكن نعتقد أن ذلك الاستواء لا كاستواء الأجسام وأن تلك الفوقية لا كالفوقيات المقتضية للجهات والمماسة والمحاذاة وارتفاع الجسم على الجسم والتمكن فإن ذلك محال في حقه تعالى بل تفوض حقيقة العلم بذلك إليه تعالى معتقدين الفوقية مع جهلنا بحقيقة الكيفية
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139